رجل على باب الله

عقارب الساعة تكاد تعانق الحادية عشرة ليلاً

و ما تزال الديوانية تعج بأصوات روادها

هذا يتحدث عن البورصة

ذاك يلعب الورق مع بعض الأصدقاء

وغيرهم ينتظرون موعد العشاء الذي تأخر موعده

يهمس صديقي بإذني وهو يومئ لزائر لم يره من قبل: منو هذا؟

شردت وأنا انظر للزائر المقصود وتذكرت تلك الليلة من العام الماضي التي سألت فيها بو مبارك ذات السؤال

اجابني بو مبارك وقتها بقوله:

شرايك فيه؟

شرايي فيه!

رددت: "شكله على باب الله!!"

ذكر لي بو مبارك قصته يوم كان هو و الرجل زميلي دراسة بالخارج وفي السبعينيات من القرن الماضي

يقول انه تعرف عليه صدفة عندما وصل حديثاً إلى عاصمة تلك الدولة

لفت انتباهه ببساطة هندامه وبسيارته القديمة

ولفت انتباهه اكثر سؤاله الدائم لأي شخص يحتك معه والذي يكرره على الدوام

"محتاج شيء؟ اساعدك بشيء؟"

يستذكر بو مبارك تلك الأيام ويقول أنه كان يصرف في الأسبوع ما كان ذلك الصديق يصرفه في شهر

اكتشف بو مبارك أن صديقه يصرف ثلاث ارباع راتبه على فعل الخير ومساعدة الناس

و يصرف الربع الأخير على نفسه

يكمل بو مبارك ويقول أن هذا الصديق لا يزال على شخصيته وافعاله على الرغم من الأموال التي فاضت بفضل من الله عليه

فكلما دخل في مشروع ربح

وكلما طلبه احد من الناس، ربح

لا يزال على هندام بسيط و سيارة قديمة!

تذكرت الكم الهائل من الذين مروا علي في حياتي ولا هم لهم غير المادة

لا يروا في هذه الحياة غير انفسهم

فهمست لنفسي

و نِعم الباب الذي هو عليه!!

http://www.6rb.com/songer/x/Bh/Hind/mn-6rb157-thl-alyasmyn-hnd.rm