الماضي وراء ظهورنا غصب علينا

سعادة السفير/ اللواء علي المؤمن

سفير دولة الكويت لدى جمهورية العراق الشقيقة ---> (لزوم البرتوكول ليس إلا)

نبارك لكم تولي اعمال منصبكم الجديد ونسأل الله لكم التوفيق والسداد بإذن الله

سعادة السفير

لا يخفى عليكم أن الحكومة والشعب الكويتيين قد ذاقوا الأمرين من الأنظمة المتعاقبة في بغداد

فمنذ النظام الهاشمي ومروراً بنظام قاسم وانتهاءاً بنظام الهالك صدام، والأطماع العراقية يتم الإعلان عنها بل وتم تنفيذ مخطط الإحتلال في الوقت الذي كنتم به في الخدمة العسكرية

اعترض البعض على تصريحكم الذي صرحتم به عند تقديمكم لنسخة عن اوراق اعتمادكم لمعالي وزير الخارجية العراقي

"قررنا ترك الماضي خلف ظهورنا"

فالبعض رأى أن تصريح مثل هذا يعني نسيان المصائب التي خلفها الإحتلال العراقي للكويت

بينما ا أرى أن تصريح مثل هذا يعكس دبلوماسية مطلوبة من سفير في بداية فترة عمله

لا يختلف اثنان على ان الماضي قد ولى ولا رجعة له

ولكن هذا لا يعني نسيان ذلك الماضي وعدم استخلاص العبر منه

لدينا كدولة قضايا هامة لا تزال عالقة

اهمها تعديل المناهج الدراسية العراقية التي تم بموجبها غسل ادمغة الأجيال العراقية

اسرانا الذين لا نزال نبحث عن رفاتهم

ديوننا التي تبلغ المليارات والتي يطالب العراق ليلاً ونهاراً بإسقاطها

والأهم بالنسبة لي هو عدم تسمية الغزو والإحتلال "بالصداميين"

فالغزو والإحتلال كانا عراقيين

دول اوروبا بأسرها وضعت ماضي حربيها العالميتين وراء ظهورها

ولكن لم نسمع من اي منهم ان سموا الإحتلال الألماني لفرنسا "بالإحتلال الهتلري"

سر بحفظ الله وخذ حذرك

وانتبه لما يُحاك ويُدار

فالليل طويل عندهم

وعندنا!