نشرت جريدة القبس في عددها الصادر امس الأربعاء مقالاً مهماً بعنوان "مارشال خليجي لدعم البحرين وعمان" نقلت فيه عن "مصادر رفيعة المستوى" (كالعادة) أن مجلس التعاون الخليجي يستعد لإطلاق مشروع مارشال خليجي لدعم الدولتين الخليجيتين في ظل "الأوضاع الأمنية الغير مستقرة" التي تشهدها البلدان حالياً!
قرأت المقال ولم أجد فيه كلمة واحدة عن ضرورة اصلاح الأوضاع السياسية اسوة بإصلاح الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية للمواطنين البحرينيين والعمانيين
إن هذا الهروب إلى الأمام هو بالضبط ما اوصل البلدان إلى ما هم عليه الآن فالمطلوب اصلاح الأوضاع السياسية قبل اي شيء آخر وجعل الشعوب تحدد مصائرها عن طريق مجالس منتخبة ووضع اسس للرقابة المحاسبية
المطلوب من مجلس التعاون لدول الخليج العربية (وهذا هو اسمه يا حظي، حتى الخليج العربي غير قادرين على تثبيته) أن يعي أننا في سنة جديدة غير تلك السنين الخوالي التي نعم فيها القادة والحكام بكل قمع وترهيب، وأن تقوم دول المجلس بالإنتقال بأوضاعها السياسية إلى أوضاع جديدة تثبت بها لشعوبها أنها تستحق البقاء على كراسيها
وبالمناسبة وللتدليل على الفرق الشاسع بيننا وبين الدول التي استفادت من خطة مارشال الأصلية
لم يكن مطلوباً من الدول الأوروبية التي استفادت من خطة مارشال بعد الحرب العالمية الثانية ارجاع المليارات التي استفادت منها لأنها كانت على شكل منح، إلا أن بريطانيا والمانيا اعادت دفع اغلبها إلى الولايات المتحدة!
تأبى المروءة!!
دفعوا لنا حلوى عاد :)