صدمة الأقدار

..تحديث..

وكأن المرحوم فائق عبدالجليل سمع بهذه القصة

وكتب

(وهم)

!

===

غداً سيعود الى البلاد

هو في إحدى العواصم الأوروبية والجو الصيفي بارد وممطر هناك

يقنعه صديقه بالذهاب إلى أحد اماكن التسلية في آخر مساء سيقضيانه معاً

ما أن يدخلا إلى ذلك المكان، تتراءى أمامه حسناء وتتلاقى اعينهما للحظات

شدت انتباهه، شعر اشقر وقد ممشوق

تابعها بنظراته حيث كانت مع صديقة لها

صمم على محادثتها وسط ذهول صديقه الذي حاول عبثاً تذكيره بأنها آخر ليلة له وانه سيغادر غداً

فكر في طريقة ليحادثها إلا انها كانت تختفي في كل مرة في ذلك المكان المكتظ بالسياح

لمح صديقتها فذهب مسرعاً لها كاشفاً لها عن رغبته في التعرف على مرافقتها الشقراء

كانت عقارب الساعة تكاد تتعانقا عند الثانية عشرة منتصف الليل

تحادثا بالإنجليزية وأعطاها ورقة كتب فيها على عجل رقم هاتفه و كيف انه يرغب في لقاءها وأنه سيغادر غداً مع استعداده لتأجيل سفره إذا ما قامت بالإتصال به قبل الساعة الثانية من صباح اليوم

غادر مع صديقه المكان متجهين إلى الفندق

عند الساعة الثانية والنصف استسلم للنوم استعداداً للسفر في الصباح

يرن الهاتف بعد اقل من ساعة

الشقراء تتصل

من بهو الفندق

!

تطلب منه النزول فلم ينطق من فرط الذهول

تلاقيه بإبتسامة عريضة وتطلب منه ان يرافقها

تشير له إلى سيارتها الالمانية الجديدة

وتنطلق به في جولة حول المدينة

تعرفه بنفسها

الأميرة ........

يزداد ذهوله لكنه تمالك اعصابه وعرفها بنفسه

ذهبت به إلى اشهر حديقة في المدينة وجلسا يتحادثان إلى أن كادت الشمس ان تشرق

ارادت ان ....... إلا انه رفض وهو لا يكاد يصدق جرأتها

ارجعته في الساعة السابعة صباحاً لفندقه على وعد بأن تأخذه منه عند الساعة الواحدة من بعد الظهر

وبحسب موعدها، اتت بشكل اجمل مما كانت عليه

ذهبا في جولة خارج العاصمة

اثارت جنونه بشخصيتها المرحة والمتحررة لأقصى الحدود

.....................................

تعلقت به وتعلق بها إلا ان اجازته قد انتهت ولا يوجد لديه مسوغ للبقاء خارج البلاد

رفضت اعطاءه رقم هاتفها إلا انها وعدته بأنها ستتصل به بعد وصوله للبلاد

غادر وهو لا يعرف كيف مرت عليه الساعات الست في الطائرة حيث شغلت تفكيره

انتظر اسبوعاً حتى اتصلت به

تحادثا لثلاث مرات حتى اعطته رقم هاتفها فاصبحا يتحادثان بشكل يومي

بعد شهر فقط

حصلت له فرصة ذهبية للذهاب لنفس العاصمة للمشاركة في دورة ما

اخبرها ففرحت بقدومه واخبرته بأنها سوف تقوم بإستقباله في المطار

مرت عليه ثلاث اسابيع ثقيلة حتى استقل الطائرة ومن ثم وصل عصر ذلك اليوم

اتصل بها فور نزوله من الطائرة فجاءه الرد ان جهازها مغلق

احس بإحساس غريب إلا انه طمأن نفسه بقوله أنها ربما كانت تنتظره في صالة الإستقبال

خرج إلى الصالة ملتفتاً يمنة ويسرى

لم يجدها

!

اتصل مرة ثانية فجاءه ذات الرد، الجهاز مغلق

مفاجئته كانت مضاعفة حيث انها كانت قد وعدته بأنها ستقوم بإتمام حجوزات الفندق لهما والآن لا يعلم أين سيذهب

ذهب إلى ذات الفندق الذي كان قد نزل به سابقاً وهو يضرب اخماس في اسداس

مضت الأيام سريعة جداً وهو يحاول الإتصال بها ويأتيه الرد المحبط في كل مرة

إلى أن جاء اليوم الأخير وقبل سفره بساعات

اتصل، فسمع صوت الهاتف

فرح عندما سكت الصوت

إلى ان سمع صوتاً غريباً لفتاه أخرى

طلب صديقته

فكان وكأنه قد طلب مأساة لم يطلبها أحد من قبله

انفجرت الفتاة باكية قائلة بصوت لا يكاد يُفهم أنها ابنة عم صديقته

كانت تحاول ايجاد رقمه لإخباره بأن صديقته قد توفيت في حادث سير قبل وصوله بساعات

!